السبت، ديسمبر 23، 2006

ضيف أفريقي

جمال بدوي
الوفد

استقبلت مصر في الأسبوع الماضي: رئيس جمهورية »بتسوانا« واسمه »فيستوس جي موجاي«. ومكث الرجل في ضيافتنا الرسمية يومين لم نسمع عنه خلالهما حساً ولا خبراً.. ولم نعرف اسم المسئول الذي كان في استقباله ووداعه بالمطار، كان نصيبه من الإعلام بضعة سطور بثتها وكالة الأنباء الرسمية جاء فيها أن الرئيس مبارك استقبله وبحث معه تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، خاصة القضايا الساخنة علي الساحة الأفريقية،

وتنسيق المواقف بين جمهورية مصر وجمهورية بتسوانا، وتعطفت بعض الصحف فنشرت الخبر أمس علي عمود في ذيل الصفحة الأولي، بينما رأي البعض الآخر أن الخبر لا يستحق الاهتمام فدفعت به الي الصفحات الداخلية(!!).

** ولم يستلفت نظري عقد لقاء مع الضيف الأفريقي علي شاشات التليفزيون لتزداد معلوماتنا عن هذه الدولة الأفريقية الواقعة في جنوب القارة التي تقع مصر علي بابها الشمالي. ولعل هذا الإهمال الإعلامي يبرر الإهمال الذي نلقاه من الإخوة الأفارقة، فهم يعتبرون مصر جزءاً من العالم العربي، أو حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي رأيهم أن اهتمام مصر مركز علي الشمال، ولا تتطلع الي القارة إلا عندما تثور مشكلة مياه النيل، وبعدها تلتفت مصر إلي الشمال، وتهمل الجنوب، علي عكس ما تفعل إسرائيل التي تسللت إلي عمق القارة من قبل أن تحصل علي الاستقلال في ستينيات القرن الماضي، وأصبح لها وجود ونفوذ وأصابع في كل ما يدور علي الساحة الأفريقية(!!).

** إن الإهمال الذي لاقاه رئيس جمهورية بتسوانا: ما كان يحدث لو أن الضيف كان من البلاد الأوروبية أو الأمريكية، وكان الموقف سيختلف أكثر وأكثر لو أن الضيف كان ملكاً أو رئيساً علي دولة نفطية، ويبدو أن الدول ـ كما الأفراد ـ حظوظ.. فتقاس الدول بما تملك من أموال أو نفوذ أما الدول الفقيرة فيتعطل سوقها الإعلامي، ولا تجد الاقبال الذي تحظي به الدول الغنية أو المشاغبة(!!).

** ولأنني أعطف دائماً علي الفقراء والمستضعفين: فقد نهضت الي الأطلس أبحث عن موقع »بتسوانا« فوجدتها محاطة بدول ذات أنياب أهمها جمهورية جنوب أفريقيا التي كانت تطمع في جارتها منذ الحكم العنصري، فلما استقلت بتسوانا بدأت تبحث عن أصدقاء في الصين والاتحاد السوفيتي وهي تملك ثروة هائلة من المعادن والأحجار الكريمة، وترقد علي أكبر مناجم الماس، ولذلك تحركت إسرائيل بحكم تخصصها في تصنيع الماس وتجارته في العواصم الأوروبية. وكذلك تملك ثروة حيوانية ضخمة وتسعي الي تصنيعها وتعليبها لولا أنها تعاني من نقص الأيدي العاملة، فعدد سكانها لا يزيد علي مليون نسمة في حين تبلغ مساحتها أكثر من 600 ألف كيلو متر مربع.. هل تكفي هي المعلومات لإثارة اهتمامنا بهذه الدولة الأفريقية الجنوبية(!!).

ليست هناك تعليقات: