الجمعة، ديسمبر 29، 2006

الحصاد المر

جمال بدوى
الوفد

سمعت أمس عن »شيء« اسمه البرلمان العربي الانتقالي، احتفل بعيد ميلاده الأول، ولولا الكلمة التي القاها الدكتور فتحي سرور بالنيابة عن الرئيس مبارك، لما عرف الناس أن البرلمان سلخ عاما من عمره المديد، ولم يشعر أحد بأي دور للمجلس خلال المحن والكوارث التي شهدتها أمة العرب علي مدار العام »!!« ** لقد أعلن الرئيس مبارك في كلمته أن حصاد هذا العام كان مريرا، وتفجرت خلاله أزمات في فلسطين والعراق ولبنان والسودان..

وأخيرا الصومال وتزامن الاحتفال بعيد ميلاد البرلمان العربي الانتقالي مع صدور قرار مجلس الأمن بالحيلولة دون صدور قرار بوقف الهجوم الاثيوبي علي الصومال واعلان الولايات المتحدة أنها تؤيد هذا الهجوم »!!«

** وفي الاحتفال: قال عمرو موسي إن حصاد العام كان مؤسفا، فالعراق يجابه تحديا جسيما، والساحة الفلسطينية تشهد صراعا بين أطرافها ينذر بالخطر وبالنسبة للبنان قال انه حاول القيام بسد الثغرات، وتقريب وجهات النظر، ولن يتحقق شيء إلا إذا رفعت القوي الاقليمية والدولية يدها عن الساحة اللبنانية.

** فماذا أفادت أمة العرب من هذا البرلمان؟

لقد اعترف الدكتور سرور بأن الدور المطلوب أكثر قوة من البرلمان ومن الأمة العربية: لتغيير الواقع العربي الأليم. وكلام الدكتور سرور هو ترجمة مهذبة لعدم فاعلية البرلمانات العربية سواء كانت انتقالية أو دائمة، وكانت المحصلة النهائية لدورها هي الفشل الذريع الذي يضاف إلي العجز المزري علي مستوي الانظمة والحكومات العربية، فهذه البرلمانات هي صدي للانظمة، وهي نتاج إرادتها، وليست بأي حال تعبيرا حقيقيا عن إرادة الشعوب العربية.

** إن الكيانات التي تحمل لافتات برلمانية محكومة بما تقرره الحكومات من سياسات ومواقف محسوبة تضع في اعتبارها مواقف القوي الكبري وما ترسمه من مخططات ومحاور تقيد بها الانظمة العربية ولاتستطيع الخروج عليها. وبالتالي فإن البرلمانات العربية مقيدة بالسياسات الرسمية، والبرلمان العربي الانتقالي نموذج لهذا الوضع المتردي، فهو يسبح في مياه راكدة، ويخوض معركة مقضيا عليها بالفشل. وحتي لا نظلمه نقول إنه نسخة من البرلمانات العربية التي تصنعها الانظمة وفق إرادتها، ولاتسمح لها بحرية الحركة، فيحدث الانفلات.. وهو ما تحرص الحكومات العربية علي تلافيه. ومن ثم تزداد الفجوة بين الحكومات والشعوب فتزداد الحكومات عزلة. وتزداد الشعوب كبتا »!!«

ليست هناك تعليقات: