السبت، يناير 13، 2007

فلتحيا حقوق الانسان


«هيومان رايتس ووتش» توجه انتقادات شديدة لممارسات حقوق الإنسان في مصر
المصرى اليوم ١٣/١/٢٠٠٧
انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش ممارسات مصر فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ورصدت في تقريرها السنوي لعام ٢٠٠٧ الذي أصدرته أمس الأول، انتهاكات عديدة للسلطات المصرية في عام ٢٠٠٦ منها التعامل بعنف مع المعارضة السياسية والمتهمين في الجرائم الجنائية،
وقال التقرير: إن أجهزة الأمن والشرطة دأبت علي تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم أثناء الاستجوابات، وتضمن التقرير حالات تعذيب واعتداءات جنسية من جانب ضباط في أمن الدولة علي مواطنين، وأشار التقرير إلي حدوث تراجع كبير في حرية الرأي والتعبير،
وانتقد التعديلات التي وقعها الرئيس حسني مبارك علي قانون الصحافة والذي لم يمس البنود التي تجيز اعتقال الصحفيين كما انتقد القيود الصارمة علي الحق في تكوين الجمعيات والتنظيمات السياسية وإساءة معاملة الأطفال في الشوارع،
وطالب باتخاذ خطوات إضافية في تعديل القوانين التي تنطوي علي تمييز ضد النساء والأطفال، وأشار إلي استمرار التعصب الديني والتمييز ضد الأقليات الدينية وتطرق التقرير إلي دور الأطراف الدولية الرئيسية وخاصة الولايات المتحدة في الضغط علي الحكومة المصرية بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية.
وبدأ التقرير بسرد أحداث عام ٢٠٠٦ قائلاً: إن السلطات المصرية أظهرت نوعاً من الشدة ضد المعارضة السياسية، وفي أبريل ٢٠٠٦ جددت الحكومة حالة الطوارئ لمدة عامين إضافيين، موفرة بذلك أساساً متواصلاً للاحتجاز التعسفي والمحاكمات أمام محاكم عسكرية، ومحاكم أمن الدولة وما برح التعذيب علي أيدي قوات الأمن يمثل مشكلة خطيرة.
وأضاف، أنه بعد فترة من التساهل النسبي مع المعارضة السياسية في مطلع عام ٢٠٠٥، غيرت الحكومة نهجها بدءاً من أواخر عام ٢٠٠٥ ففي نوفمبر ٢٠٠٥ ردت الحكومة علي الأداء القوي لجماعة الإخوان المسلمين في الجولة الأولي من انتخابات مجلس الشعب بارتكاب مخالفات واسعة النطاق، وباستخدام العنف علي أيدي الشرطة وجماعات أمن أهلية تابعة للحزب الحاكم في الجولتين التاليتين من الانتخابات، وعاودت الحكومة حملتها علي جماعة الإخوان المسلمين في مارس ٢٠٠٦، فألقت القبض علي ما لا يقل عن ٧٩٢ من أعضاء الجماعة المحظورة علي مدار الشهور الستة التالية وكانت هذه الحملة بمثابة مؤشر علي استمرار القيود المفروضة علي حرية تكوين الجمعيات وحرية التعبير في مصر.
وتناول التقرير قانون الطوارئ فذكر أنه في أبريل ٢٠٠٦ جددت الحكومة العمل بقانون الطوارئ «القانون رقم ١٦٢ لعام ١٩٥٨» لمدة عامين إضافيين، وقد ظلت حالة الطوارئ سارية دون انقطاع منذ أكتوبر ١٩٨١، وبالرغم من تصريح الرئيس حسني مبارك خلال الحملة لإعادة انتخابه رئيساً في سبتمبر ٢٠٠٥، بأنه يعتزم إنهاء حالة الطوارئ فقد ادعي بعض المسؤولين أن تجديد العمل بها أمر ضروري نظراً لعدم الانتهاء من صياغة مشروع القانون الذي وصفه مبارك بأنه قانون صارم وحاسم للقضاء علي الإرهاب وعلي ما يمثله من أخطار.
وعن العنف السياسي والأمن الداخلي قال إنه في ٢٤ أبريل ٢٠٠٦ وقعت ثلاثة انفجارات في منتجع دهب السياحي في سيناء، مما أسفر عن مصرع ٢٣ وجرح أكثر من ٨٠ شخصاً، وهذه هي المرة الثالثة خلال عامين التي تقع فيها مثل هذه الهجمات في منتجعات سيناء السياحية وفي أعقاب الهجوم الأول، والذي تمثل في انفجار سيارات مفخخة في منتجع طابا السياحي في أكتوبر ٢٠٠٤، شنت السلطات حملات اعتقال تعسفية واسعة النطاق،
واحتجزت حوالي ثلاثة آلاف شخص للتحقيق معهم، ولا يزال أكثر من ١٠٠ منهم رهن الاحتجاز دون تهمة لدي كتابة هذا التقرير، وفي يوليو ٢٠٠٥ وقعت سلسلة من التفجيرات المدمرة في شرم الشيخ، أعقبتها موجة أخري من الاعتقالات الواسعة النطاق وقد ذكرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أنه بحلول أغسطس كان هناك ٣٠٠ شخص قد احتجزوا بسبب هذه التفجيرات.
وفي ٧ سبتمبر ٢٠٠٦، أصدرت محكمة أمن الدولة العليا «طوارئ» حكماً بالإعدام علي كل من أسامة النخلاوي ومحمد حسين لما زعم عن دورهما في تفجيرات طابا. واستند الحكم إلي ما سماه المتهمون اعترافات ملفقة انتزعت تحت وطأة التعذيب، كما صدر الحكم غيابياً علي رجل ثالث، توفي في معركة بالأسلحة النارية مع الشرطة وبحلول منتصف نوفمبر ٢٠٠٦، كان هناك ١٢ شخصاً آخرين يمثلون للمحاكمة لما زعم عن دورهم في تلك التفجيرات.
وبشأن التعذيب قال التقرير: لا تزال منظمات حقوق الإنسان تتلقي أنباء موثوقة تفيد بأن أجهزة الأمن والشرطة دأبت علي تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم خاصة أثناء الاستجواب، ففي ٢٥ مايو ٢٠٠٥ اعتقل ضباط من أمن الدولة كلاً من كريم الشاعر ومحمد الشرقاوي، وانهالوا عليهما بالضرب المبرح كما اعتدوا جنسياً علي محمد الشرقاوي وكانت السلطات قد اعتقلت الاثنين لمشاركتهما في مظاهرات للتضامن مع نادي القضاة.
وتناول التقرير حرية التجمع قائلاً، قبل بزوع شمس يوم ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٥، استخدمت الشرطة القوة المفرطة لتفريق ما يقرب من ٢٠٠٠ سوداني، بينهم كثير من اللاجئين وطالبي اللجوء كانوا قد اعتصموا علي سبيل الاحتجاج بالقرب من مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في القاهرة لما يزيد علي ثلاثة أشهر،
وقد لقي ٢٧ سودانياً مصرعهم، وكان أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، كما توفي صبي يبلغ من العمر ١٤ عاماً بعد شهر في المستشفي حيث كان يعالج من الإصابات التي لحقت به خلال الاشتباك. وقد أفرج خلال أيام قلائل عن معظم المعتصمين الذين كانوا يحملون ما يثبت وضعهم كلاجئين أو طالبي لجوء، بينما أطلق سراح الباقين علي مدي الشهرين التاليين.
وفي الساعات الأولي من صباح يوم ٢٤ أبريل ٢٠٠٦، انهال أفراد من الشرطة يرتدون ملابس مدنية بالضرب علي نشطاء نظموا اعتصاماً للتضامن مع اثنين من كبار القضاة، كانا يواجهان إجراءات تأديبية بعدما انتقدا علناً بعض المخالفات التي وقعت أثناء الانتخابات، كما طالبا بمزيد من استقلال القضاء، وفي مظاهرات لاحقة اعتدت الشرطة بالضرب علي عشرات المتظاهرين واعتقلت مئات آخرين. وفي مظاهرة اندلعت يوم ١١ مايو اعتدت الشرطة أيضاً علي بعض الصحفيين ومن بينهم عمرو عبدالله، وهو مصور في صحيفة المصري اليوم، وعبير العسكري وهي كاتبة في صحيفة الدستور وياسر سليمان مصور في قناة الجزيرة، ونصري يوسف من فريق التسجيل في القناة.
وعن حرية التعبير قال التقرير إنه في ٢٤ مايو وجهت نيابة أمن الدولة إلي وائل الإبراشي وهدي بكر، وهما صحفيان في صحيفة صوت الأمة الأسبوعية المستقلة، وعبدالحكيم عبدالحميد رئيس تحرير صحيفة آفاق عربية الأسبوعية، تهمة السب والقذف في حق محمود برهام وهو القاضي الذي كان مسؤولاً عن اللجنة العامة للانتخابات في إحدي دوائر محافظة الدقهلية،
وكان هؤلاء الصحفيون قد نشروا مقالات في ديسمبر ٢٠٠٥ تضمنت «قائمة سوداء» بالحروف الأولي لأسماء بعض القضاة، وأشارت ضمناً إلي أن محمود برهام كان ضالعاً في تزوير الانتخابات وقد قرر رئيس المحكمة التي تنظر القضية تأجيلها مرتين ولم يكن قد فصل في المحاكمة حتي وقت كتابة هذا التقرير.
وفي ٢٦ يونيو أصدرت محكمة محلية حكماً بالسجن لمدة عام علي إبراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفة الدستور الأسبوعية المعارضة وسحر زكي المحررة في الصحيفة بتهمتي «إهانة رئيس الجمهورية»، و«نشر شائعات كاذبة ومغرضة»، بعدما نشرا أنباء عن قضية رفعت ضد الحكومة، وفي وقت كتابة هذا التقرير كان الاثنان مطلقي السراح في انتظار البت في الاستئناف المقدم منهما.
وفي ١١ يوليو وقع الرئيس مبارك علي تعديل لقانون الصحافة لم يمس البنود التي تجيز اعتقال الصحفيين الذين ينتقدون الرئيس أو القادة الأجانب أو ينشرون أنباء «من شأنها.. المساس أو الإضرار بالمصالح الوطنية».
ويتضمن «قانون ممارسة الحقوق السياسية» «القانون رقم ٧٣ لعام ١٩٥٦» والذي عدل في عام ٢٠٠٥ بعض البنود التي تجيز فرض عقوبات جنائية علي الصحفيين والناشرين الذين يدانون بتهمة نشر «معلومات كاذبة» بقصد التأثير علي نتائج الانتخابات.
وحول حرية تكوين الجمعيات قال تقرير هيومان رايتس ووتش: يفرض القانون المصري المنظم للجمعيات الأهلية «المنظمات غير الحكومية»، وهو القانون رقم ٨٤ لعام ٢٠٠٢ قيوداً صارمة علي الحق في حرية تكوين الجمعيات، إذ يتيح للحكومة سيطرة لا مسوغ لها علي إدارة وأنشطة الجمعيات الأهلية، وينص القانون علي فرض عقوبات جنائية علي من يزاول أنشطة إحدي الجمعيات الأهلية قبل قيدها رسمياً، وكذلك علي تلقي تبرعات لصالح إحدي الجمعيات الأهلية دون الحصول علي إذن مسبق من وزارة الشؤون الاجتماعية.
ويقضي القانون بفرض عقوبات جنائية، وليست مدنية، علي بعض الأنشطة الأخري بما في ذلك المشاركة في أي من الأنشطة السياسية أو النقابية التي تعد من اختصاصات الأحزاب السياسية والنقابات، ومن شأن العبارات الفضفاضة التي صيغت بها أنواع الحظر هذه أن تحول دون ممارسة الأنشطة المشروعة للمنظمات غير الحكومية.
كما تواصل السلطات المصرية فرض قيود صارمة علي التنظيمات السياسية، وفي يوليو ٢٠٠٥ أقر مجلس الشعب تعديلات قدمتها الحكومة علي «قانون الأحزاب السياسية» «القانون رقم ٤٠ لعام ١٩٥٦» تنص علي أن يصبح أي حزب سياسي جديد مسجلاً قانوناً بصورة تلقائية إذا لم تعترض علي طلبه لجنة شؤون الأحزاب السياسية التي يرأسها أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، كما تنص التعديلات علي منح لجنة شؤون الأحزاب السياسية صلاحية تجميد أنشطة أي من الأحزاب القائمة، إذا ما رأت أن هذا الإجراء يخدم «المصلحة الوطنية»، وكذلك إحالة من يزعم أنها خالفت نصوص القانون إلي النائب العام.
وتطرق التقرير إلي إساءة معاملة أطفال الشوارع، فقال: تشن الحكومة من حين لآخر حملات اعتقال لأطفال الشوارع المشردين أو المتسربين من المدارس، والذين لم يرتكبوا أي جريمة وكثيراً ما يتعرض هؤلاء الأطفال أثناء احتجازهم للضرب والإيذاء الجنسي والابتزاز علي أيدي أفراد الشرطة والمشتبه فيهم من البالغين.
وعن حقوق المرأة قال بالرغم من الإصلاحات التي أدخلت مؤخراً علي القوانين المصرية المتعلقة بالأسرة والجنسية، فإن ثمة ضرورة لاتخاذ خطوات إضافية من أجل تعديل القوانين التي تنطوي علي تمييز ضد النساء والفتيات، ومحاكمة من يرتكبون حوادث العنف بسبب النوع، ومنح النساء والفتيات حقوق المواطنة علي قدم المساواة مع الرجال وقد كان من شأن قوانين الأحوال الشخصية التي تنطوي علي التمييز، والتي تنظم أمور الزواج والطلاق وحضانة الأطفال والميراث أن ترسخ مكانة المرأة كمواطن من الدرجة الثانية في نطاق الحياة الخاصة، ولا يكفل قانون العقوبات منع حوادث العنف في محيط الأسرة أو معاقبة مرتكبيها علي نحو فعال، أما الشرطة فلا تتعاطف عادة مع شكاوي النساء والفتيات المعتدي عليهن.
كما تناول التعصب الديني والتمييز ضد الأقليات الدينية، وأشار إلي أنه بالرغم من أن الدستور المصري يكفل للمواطنين المساواة في الحقوق بغض النظر عن الدين، فلا تزال هناك مشكلة تتمثل في التمييز ضد المسيحيين المصريين وعدم تسامح السلطات مع البهائيين والمذاهب الإسلامية غير التقليدية، ويمكن للمصريين غير المسلمين اعتناق الإسلام دون مشاكل بصفة عامة، أما المسلمون الذين يعتنقون المسيحية فيواجهون مشاكل في الحصول علي وثائق هوية جديدة، وقد ألقي القبض علي بعض من تحولوا إلي المسيحية بزعم أنهم زوروا هذه الوثائق ويحظر القانون المؤسسات والأنشطة الجماعية للبهائيين.
وانتهي التقرير بالحديث عن الأطراف الدولية الرئيسية ذات الصلة فقال: إن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مصدر للمساعدات العسكرية والاقتصادية بالنسبة لمصر، ففي عام ٢٠٠٦ بلغت المعونات العسكرية الأمريكية نحو ١.٣ مليار دولار، والمساعدات الاقتصادية نحو ٤٩٠ مليون دولار، وفي يونيو ٢٠٠٦ رفض الكونجرس الأمريكي اقتراحاً بإجراء تعديل في برنامج المساعدات، كان من شأنه خفض ١٠٠ مليون دولار من مجموع المساعدات الأمريكية، وذلك رداً علي سجل مصر السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وفي عام ٢٠٠٦ خففت إدارة الرئيس بوش من ضغوطها العلنية علي الحكومة المصرية فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية، فأثناء زيارة إلي القاهرة في عام ٢٠٠٥ تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بعبارات قوية عن أهمية الإصلاح السياسي في مصر،
وعلي العكس من ذلك شددت تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين في عام ٢٠٠٦ علي أن التغيير يجب أن يأتي من الشعب المصري والحكومة المصرية، وبالرغم من أن الحكومة الأمريكية واصلت الإعراب عن قلقها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر فلم تعقب ذلك أي نتائج ملموسة.
وفي أبريل ٢٠٠٦ صوت البرلمان الأوروبي علي جعل احترام حقوق الإنسان إحدي الأولويات في مفاوضاته الجارية مع مصر بخصوص خطة عمل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في إطار سياسة الجوار الأوروبية، وبحلول أكتوبر ٢٠٠٦ كانت المفاوضات لا تزال متوقفة بسبب الخلاف علي الصياغات المتعلقة بحقوق الإنسان ويذكر أن الموعد النهائي للتوصل إلي اتفاق هو أول يناير ٢٠٠٧.

شعب اخر من اللاجئين!

عباس الطرابيلي


عباس الطرابيلي
الوفد

كأن العالم العربي ينقص شعباً آخر من اللاجئين.. فنجد أن العراق ـ الذي كان من أغني شعوب المنطقة ـ ينضم إلي طابور اللاجئين. إذ عندنا تجربة فلسطين منذ عام 1948.. والذي خرج شعبه طلباً للأمان معتقداً أن الحكومات العربية المجاورة قادرة بجيوشها علي إعادته.. خلال أيام!! وعندنا في السودان تجربتان: جنوب السودان الذي لجأ مئات الألوف من أبنائه إلي الدول المجاورة، وبالذات إلي أوغندا..
والذي لجأ أبناء غرب السودان من دارفور إلي الدول المجاورة وبالذات إلي تشاد.
وعندنا تجربة الصومال الذي هرب الكثير من أبنائه إلي كينيا وإلي إثيوبيا وتنزانيا.. وبعضهم هرب لليمن معرضاً نفسه للموت غرقاً في مياه المحيط الهندي.. وعندنا أيضاً أبناء إقليم الصحراء المغربية الذي تعيش مئات منه في جنوب صحراء الجزائر..
** وها هو شعب العراق ـ 26 مليون نسمة ـ يدخل دوامة الصراعات، فيضطر الملايين منه إلي الهرب، إما إلي الداخل مستهدفاً الهروب من مناطق الصراع.. أو إلي الخارج.
والكلام ليس من عندي، إنه صادر من مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والذي يصف ما يجري في العراق بأنه أكبر عملية لجوء أو نزوح للسكان في المنطقة منذ وقعت مأساة فلسطين عام 1948.
** ويؤكد التقرير أن واحداً من كل ثمانية هربوا من مساكنهم وأن أكثر من مليوني عراقي قد فروا ولجأوا إلي دول مجاورة. وأن العام الماضي وحده قد هرب خلاله حوالي نصف مليون عراقي إلي الداخل.
أما الذين هربوا للدول المجاورة فكان منهم حوالي مليون إلي سوريا و700 ألف إلي الأردن و80 ألفاً إلي مصر، وكذلك 40 ألفاً إلي لبنان.. هذا غير الذين فروا أو هربوا إلي تركيا.
** ولا أحد يعرف متي تنتهي مأساة شعب العراق.. فها هو الرئيس الأمريكي يأمر بإرسال قوات أمريكية جديدة إلي هناك، أي أنه يستعد، ليس لمعركة فاصلة ضد المقاومة.. ولكن لمعركة طويلة المدي قد تستمر سنوات. وإذا كانت هذه هي أرقام اللاجئين الذين يفرون من الصراع الطبقي فإن عدد الذين قتلوا من العراقيين يتجاوز الآن 650 ألف مواطن.
فهل تريد أمريكا أن تقول إن حكم صدام حسين الدموي كان أكثر رحمة من أمريكا وقوات أمريكا.. وأن حكم صدام الرهيب كان يوفر للعراقيين لقمة العيش.. بينما أمريكا تعجز عن توفيرها لهذا الشعب الذي كان من أكثر شعوب المنطقة اكتفاءً ورفاهية!!
** وهل يطول لجوء كل هؤلاء في الدول المضيفة إلي سنوات عديدة كما حدث بالنسبة لشعب فلسطين.. أم أن الأوضاع هناك سوف تستقر قريباً، ويتم الجلاء الأنجلو ـ أمريكي عن أرض العراق ويعود اللاجئون إلي ديارهم، وقد استقرت فيها الأوضاع..
أغلب الظن أن القضية سوف تطول.. لأن السياسة الأمريكية التي تقوم علي المبدأ الاستعماري القديم: فرق تسد سوف تستمر بعد أن نجحت في بذر بذور الفتنة والشقاق بين كل أطياف الشعب العراقي.. من سنة وشيعة وشركس وتركمان.. فضلاً عن الأكراد في الشمال العراقي..
** ومن المؤكد أن السياسة الحالية للحكومة العراقية التي تحكم نظرياً بينما أمريكا هي الحاكم الفعلي سوف تترك لنا المزيد من اللاجئين في بلد يملك ثروات هائلة من البترول والزراعة والصناعة والمياه الوفيرة.
ولم تدخل أمريكا بلداً إلا ودمرته.. ولم تخرج من أي بلد إلا بعد أن تمزقه..
** ولكننا نرفض أن يتحول العراق إلي شعب من اللاجئين.

يزور الرئيس الاقصر النهاردة

الرئيس يفتتح طريق مطار الأقصر المزدوج
من المنتظر أن يزور الرئيس حسني مبارك الأقصر خلال ساعات لافتتاح طريق مطار الأقصر المزدوج‏,‏ ومحطة السكك الحديدية بعد تطويرها‏,‏ وبيت التراث النوبي‏,‏ وسوف يتفقد مدينة الطارف الجديدة‏,‏ ومشروع إعادة فتح طريق الكباش الملكي‏,‏ ومشروع خفض المياه الجوفية بمعبدي الأقصر والكرنك‏,‏ كما يتفقد مشروعي تطوير شارعي المحطة والسوق السياحية بعد تطويرها‏.‏

نائب الحزب الوطنى حيدر البغدادى يتهم الدكتورهانى سروروكيل الجنة الاقتصادية بمجلس الشعب وصاحب شركة هايدلينا بالتخطيط لاغتياله هو واسرته

مقال فى الوفد والدستور
، أعلن حيدر بغدادي انه أدلي بأقواله أمام رئيس نيابة الجمالية أمس، حول تلقيه تهديدات بالقتل وطلب حمايته وأسرته. وقال انه اتهم هاني سرور بتدبير محاولة قتله، لكشفه أكياس الدم القاتلة.
وأشار الي انه سوف يسجل احتجاجه علي الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة بالبرلمان إذا رأس اجتماع اللجنة غدا. وقال بغدادي ان لديه مستندات خطيرة ضد شركة هايدلينا سوف يعرضها خلال الاجتماع. واضاف ان احد السائقين شاهد شخصين يقفان في وضع مريب أمام مسكنه ويسألان عنه.
وطلب حيدر بغدادي من وزارة الداخلية فرض حراسة علي منزله لحمايته من رجال هاني سرور. كما طلب من مجلس الشعب تطبيق اللائحة الداخلية علي هاني سرور، بعد أن تبين انه يقوم بتوريد مستلزمات طبية لوزارة الصحة بالمخالفة للائحة التي تحظر تعامل اعضاء مجلس الشعب مع الحكومة خلال فترة العضوية.
واتهم بغدادي، هاني سرور وحمدي السيد بالاشتراك في لجنة تنفيذية بوزارة الصحة، بالمخالفة لعضويتهما في البرلمان.
ووافق الدكتور احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب امس علي طلب الدكتور حمدي السيد بالتنحي عن رئاسة لجنة الصحة مؤقتا اثناء نظرها غدا قصة أكياس الدم الفاسدة. قال الدكتور حمدي السيد انه لجأ الي هذا الطلب لان لديه رأيا في هذه القصة، سوف يدلي به امام اللجنة وهو ما يتعارض مع دور رئيس اللجنة الذي يجب أن يكون محايدا عند نظر أي موضوع يطرح عليها، ولا يكون له رأي مسبق.
واضاف الدكتور حمدي السيد انه وافق من قبل علي اجراءات وزارة الصحة بوقف التعامل مع شركة هايدلينا الموردة لأكياس الدم، وطلب إحالة الامر للتحقيق ولكن قصة الادانة تحتاج الي تحقيقات اخري لا تملكها الا النيابة العامة.
واتهم حمدي السيد النائب حيدر بغدادي بالتحامل علي النائب هاني سرور. وقال انه لا يصدق حيدر في بلاغه بانه مهدد بالقتل.
وأكد الدكتور صالح الشيمي رئيس لجنة الصحة بمجلس الشوري، ان اللجنة ليس لها مصلحة في قضية أكياس الدم المعيبة وتهدف الي الوصول للحقيقة. وهي: هل أكياس جمع الدم التي تعاقدت عليها وزارة الصحة مع شركة هايدلينا وتم توزيعها علي بنوك الدم معيبة أم سليمة؟
وقال الدكتور الشيمي: نحن لجنة محايدة ولا يهمنا احد وهدفنا هو القضاء علي الخوف الذي سيطر علي جميع المتعاملين مع الدم من متبرعين ومتلقين. واضاف ان هناك خوفا وهلعا من مجرد الاقتراب من ابرة التبرع بالدم وهذا يشكل خطورة بالغة علي التعامل في الدم.
وقال الدكتور الشيمي انه لا يعرف النائب هاني سرور وقابله مرة واحدة في وزارة الصحة. وستقصر اللجنة مناقشاتها اليوم علي مواجهة الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة بقضية أكياس الدم التي اثارت مشاكل اعلامية كثيرة للوصول الي الحقيقة. واضاف انه يعكف علي اعداد طلب مناقشة لقضية الدم لعرضه علي المجلس ويعقب عليه الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والمهندس رشيد محمد رشيد وزير الصناعة.

الأربعاء، يناير 10، 2007

عجبى..!!


مصطفي الطويل

الوفد
آثرت عدم الكتابة عن التعديلات الدستورية، أملاً في أن أجد رداً علي امر في غاية الاهمية. ومنذ ايام قليلة استمعت وقرأت بعض التفسيرات والتبريرات الواهية، التي لا تنطلي علي السذج او حتي ضعاف العقول. ولكن، ما حيلتنا، وكل زمام الامور في ايديهم، فهم الذين يقومون بإعداد تعديلات الدستور، وهم الذين يوافقون علي هذه التعديلات، وهم الذين يبدون المبررات والتفسيرات لها. اما نحن فليس لنا سوي ان نستمع من ناحية ونطالب من ناحية اخري،
وكالعادة، لاسميع ولا مجيب لمطالبنا. وكل ما يريدونه هو الذي سيتم حسب مصلحتهم ومستقبلهم، لقد قالها ـ مع الاسف الشديد ـ احد زعماء الحزب الوطني ومنذ عشرات السنين ( الكلاب تعوي والقافلة تسير) ويبدو ان هذه المقولة هي المسيطرة علي عقولهم حتي الآن.
وماكنت أنتظره هو تفسير عدم ادراج المادة 77 ضمن التعديلات المقترحة للدستور. وهذه المادة، كما هو معروف، خاصة بإطلاق مدة رئاسة الدولة. وكأن هذه المادة آية قرآنية، لا يجوز تعديلها او تطويرها او حتي المساس بها. وعدم التعرض لهذه المادة، يعني بوضوح تام، ان الحزب الحاكم لا يعترف بمبدأ تبادل السلطة. وبالتالي، فهو لا يعترف بالديمقراطية. لان ألف باء ديمقراطية، هو تبادل السلطة بين الاحزاب القائمة والمعترف بها، وكذا تحديد مدة لرئاسة الدولة. فطالما انه لا امل في ان تحظي هذه الاحزاب بالحكم، فما قيمتها ؟ هل المطلوب ان يظل الحزب الوطني هو الحاكم للأبد وتظل احزاب المعارضة تعارض للأبد ؟ لا ياسادة، هذه ليست ديمقراطية ولا تمت للديمقراطية بصلة. بل، هذه هي الدكتاتورية، دكتاتورية الحزب الحاكم.
نعود الي ماقاله جهابذة الحزب الحاكم تبريرا لعدم تعديل المادة 77 او الرجوع الي النص الاصلي الذي كان قائما قبل ان يعدله الرئيس الراحل انور السادات. انهم يدعون ان تحديد مدة لرئاسة الدولة يعتبر قيدا علي ارادة الشعب، فربما يريد الشعب رئيسا او حزبا للأبد. والبعض الآخر يقول، ان السبب في عدم التعرض لهذه المادة ان الشعب هو الذي سيختار رئيسه وحزبه كيفما شاء، فله مطلق الحرية في هذا الاختيار. وكأن لدينا بالفعل انتخابات حرة حقيقية، ولا تأثير لدينا علي إرادة الجماهير، وأن الشعب طوال السنوات البعيدة الماضية كان ينتخب رؤساءه والحزب الحاكم بمحض إرادته الحرة. لا ياسادة، كفانا استخفافا بعقول الناس. شعبنا واع ويعرف كل شئ. شعبنا يعرف ان انتخاباتنا اغلبها مزورة، ومنذ كانت تعلن نتائجها بفوز مرشح الحزب الحاكم بنسبة 9. 99 %. منذ هذا التاريخ، والشعب أدار ظهره تماماً للحياة السياسية عامة، والعملية الانتخابية بصفة خاصة. الشعب لا يذهب إلي صناديق الانتخابات، الشعب لا يقبل علي استخراج بطاقات الانتخابات، الشعب يعلم علم اليقين، وقبل إجراء الانتخابات، أن الحزب الحاكم هو الذي سيفوز وسيظل يحكم إلي الأبد، فلماذا يذهب لصناديق الانتخابات؟، ثم إذا كان تحديد مدة رئاسة الدولة، كما يدعي جهابذة الحزب الحاكم فيه قيداً علي إرادة الجماهير، فما قولهم في التمسك بنسبة الـ 50% علي الأقل من المنتخبين »عمالاً وفلاحين«، أليس في ذلك قيد علي إرادة الشعب في اختيار ممثليهم؟ أم إنكم تحللون الحرام وتحرمون الحلال؟ ثم ما قول جهابذة الحزب الحاكم في أن جميع دساتير وأعراف الدول المتقدمة والمتحضرة تدعو إلي تحديد مدة لرئاسة الدولة أو لرئاسة الحكومة؟ هل هذا الدول هي المتخلفة ونحن المتقدمون؟ هل شعوب العالم الحر المتقدم بلهاء، ونحن فقط العقلاء؟ لا يا سادة انتم لا تضحكون إلا علي انفسكم وتبريراتكم وتفسيراتكم لعدم المساس بالمادة 77 ، لا تنطلي علي شعبنا الواعي الذي اكتشف اغراضكم من عشرات السنين واصبح هو في واد، وانتم في واد آخر تماماً، فلا تفاهم بين الحكومة والشعب ولا تقارب ولاتعاون بينهما، كل منهما يفعل ما يحلو له وما تقتضيه مصلحته. فلا الحكومة تحترم رغبات الشعب، ولا الشعب يحترم قوانين ومطالب الحكومة. كل في واديه وكل يعمل علي مصلحته فحسب.
يا ساده، الإصرار علي بقاء المادة 77 من الدستور علي حالتها، يؤكد اننا سنظل ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها. حزب يحكم للأبد وأحزاب تعارض للأبد. إن كنتم تظنون ان هذه هي الديمقراطية، فأنتم مخطئون، بل هذه هي دكتاتورية الحزب الواحد التي جرت علي اشقائنا في العراق الخراب والدمار، وتهدد اشقاءنا في السودان بالتقسيم، وتنذر بتدمير سوريا وايران. والله وحده يعلم ما تكنه لنا السنوات القادمة.
عجبي


عباس الطرابيلى

لماذا يقاطع الناس الانتخابات؟
في حوار جانبي ـ خلال اجتماع الهيئة العليا للوفد لمناقشة التعديلات الدستورية ـ سألني الوفدي القديم الثابت علي وفديته الأستاذ ماجد صقر ـ هل تتذكر نسبة الذين ذهبوا لصناديق الانتخابات في آخر انتخابات في ظل دستور 23؟! وقلت اعتقد كانت فوق الأربعين في المائة. ولكنه قال: بل أتذكر أنها كانت أكثر من ذلك.. وفي المساء عدت إلي كتبي ومكتبتي ووجدت عدد الحاضرين، ونسبتهم من عدد من لهم حق التصويت..
كان الهدف أن نقول أن المواطن إذا وجد ضمانة في ألا يقع أي تزوير.. وإذا تأكد من نية إجراء انتخابات نزيهة.. وإذا أراد فعلا أن يشارك في التغيير الذي يحلم به.. فإنه يذهب إلي صندوق التصويت ليدلي برأيه.. مادام علي ثقة من أن ذهابه لن يذهب سدي..
** وكان الهدف ـ أيضاً ـ أن توالي تزوير الانتخابات، وترويع الناخب وإرهابه، وظهور النتيجة علي عكس ما أدلي به الناس كل هذا وغيره، أدي إلي إحجام الناس عن الذهاب إلي صناديق التصويت.. وبالتالي لم تعد الانتخابات تمثل رأي الأمة.. وكان أن تدنت نسبة الذين يذهبون إلي ما هو دون العشرين بالمائة في الريف، وانخفاضها إلي ما دون ذلك في المدن.. وبالتالي أصبحنا نحكم بحكومات غير شرعية، ونحيا حياة برلمانية غير شرعية.. وبالتالي فكل مجالسنا النيابية غير شرعية ولا تمتع بأي تأييد شعبي، لأنها لم تخرج إلي الوجود في ظل انتخابات نظيفة ولهذا كله انصرف الناس عن المشاركة السياسية، وعن الإصرار علي أن يدلوا بأصواتهم، ما دامت هذه الأصوات سوف يتم العبث بها، وتغييرها.. أي تزويرها.. فلماذا إذن يذهب الناخب إلي لجان التصويت؟! تلك هي المأساة..
** وهي مأساة صنعتها الحكومات المتعاقبة التي زورت الانتخابات أو تركت قوي بعينها تزور الانتخابات.. فانفردت هذه القوي بالهراوات والسنج والسيوف بلجان الانتخابات.. وباتت هي أمام الناس من يملك القدرة علي الذهاب إلي البرلمان..
وهذا أيضاً يعني أن البرلمان لم يعد شرعياً.. لأن الذين ذهبوا إلي القبة لا يمثلون الشعب ـ فعلاً ـ خير تمثيل..
** ووجدتني أعود إلي رأي بعض الذين لم يكونوا علي وفاق مع حزب الوفد.. ربما لأنهم كانوا ينتمون إلي أحزاب أخري منافسة.. ولم أجد أفضل من مؤرخنا العتيد عبدالرحمن الرافعي.. الذي كان يسجل كل كبيرة وصغيرة في حياة مصر..
ووجدت ما يؤكد ما أقول، ويقول أيضاً الوفدي العجوز ماجد صقر..
** لقد أثبت الرافعي في كتابه »في أعقاب الثورة المصرية« وفي الجزء الثالث الصادر في أكتوبر 1951 أي خلال حكومة الوفد الأخيرة برئاسة الزعيم مصطفي النحاس.. وفي هذا الكتاب أثبت الرافعي أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التي جرت يوم 3 يناير 1950 وأيضاً في انتخابات الإعادة..
وجد أن عددهم هو مليونان و859 ألفاً و741 صوتاً.. وأن عدد من لهم حق التصويت كان أربعة ملايين و105 آلاف و182 صوتاً.. وبحسبة بسيطة نجد أن نسبة الذين أدلوا بصوتهم يقترب من 60%. ووقفت أمام هذه النسبة مفكراً ـ وقد عاصرت بنفسي هذه الانتخابات ـ قريباً من مكتب المرشح السعدي بدمياط حسن بك كسيبة ضد منافسه الحر الدستوري حامد العلايلي بك.
** معني هذا أن الشعب ـ عندما رأي حكومة محايدة تدير هذه الانتخابات ـ أقبل عليها.. لأنه كان علي ثقة بضرورة التغيير وأن هذا التغيير لن يتم إلا علي أيدي حزب الوفد.. والنحاس باشا..
وجرت الانتخابات ـ في هذا الجو وهذه الحكومة المحايدة برئاسة حسين سري باشا ـ فحصل حزب الوفد علي 228 مقعداً والمستقلون علي 30 والسعديون علي 28 والأحرار الدستوريون علي 26 مقعداً والحزب الوطني علي 6 مقاعد وعضو واحد اشتراكي من أصل 319 نائباً هم أعضاء مجلس النواب..
** نقول ذلك رغم أن الرافعي لم يكن ودوداً مع الوفد وبينه وبين هذا الحزب الكثير من الخلافات.
** حقاً: ماذا لو جرت الانتخابات الجديدة في حياد تام ونظافة تامة!

بقلم حمدى رزق

نائب القرب

مضطرا سأذيع ما استؤمنت علي عدم نشره، لأن السكوت علي ما يجري في وزارة الصحة يعطي الفرصة لمافيا الموردين

للإفلات بجرائمهم في صحة الغلابة، وما سأرويه شاهد عليه الوزير حاتم الجبلي، بل كان طرفا.
قبل أن يستوي الوزير علي كرسي الوزارة دخل عليه النائب «هاني سرور» صاحب شركة «هايدلينا» مهنئا، وفوجئ الوزير بطلب غريب من النائب بإبعاد الدكتورة «فاتن محمد مفتاح» مديرة المركز القومي لنقل الدم، وقال في مسلكها الوظيفي الكثير، الأمر الذي جعل الوزير يضعها تحت المنظار حتي فجرت بتقاريرها الأمينة قضية «قرب الدم» المخالفة، التي يحاول نائب القرب غسل يديه منها.
علاقة الوزير بنائب القرب لا تسمح للأخير بأن يتدخل في أدق أسرار العمل بالوزارة، كانت بينهما علاقة عمل أثناء تولي الوزير إدارة مستشفي «دار الفؤاد»، وكانت الدار أحد عملاء مصنع فلاتر الكلي التي يملكها النائب.
صحيح النائب يملك مديونية علي وزارة الصحة تقترب من الستين مليوناً من صفقة الفلاتر التي شكك في صلاحيتها النائب «حيدر بغدادي»، وطرمخت عليها اللجنة الصحية بمجلس الشعب، ولكن هل كانت تسوية مديونيات الوزارة أو الصبر عليها يتم بترقية الموظفين الموالسين وإبعاد الشرفاء الجادين.
وإذا كان الوزير الجبلي رد علي النائب بترشيح الدكتورة فاتن للترقي إلي مدير عام، هل استجاب آخرون، هل جرب النائب الرفت والإبعاد في الوزارة من قبل وتمت الاستجابة، وأصبح عاديا أن يطلبها من وزير قادم لتوه من خارج الوزارة، كم عدد ضحايا هذا النائب من الموظفين والمرضي.
القصة تؤكد تحكم الموردين في رقبة وزارة الصحة، هناك نحو ٢٥ ألف مورد يغرفون من الوزارة سنويا بما قيمته مليار و٧٠٠ مليون جنيه مستلزمات وأدوية، مضافاً إليها مليار أخري مستلزمات التأمين الصحي، ومستعدون لحماية مصالحهم بكل أساليب المافيا، لا يستطيع الوزير التخلص من مورد واحد رغم علمه بفساد البعض، واتساع ذمة البعض وتشكيلهم مافياوات من الموظفين يحكمون الوزارة من الخلف.
قرب النائب سرور ستحال إلي القضاء، ولكن بقية القرب لم تفحص بعد، الرقابة الداخلية التي ابتدعها الوزير الجبلي لايزال عودها طريا علي مجابهة جبال الفساد، لن تسد ثقوب المال العام في الوزارة، تفوت جمالا وليس قربا.
المافيا ليست كلها من الخارج، الأخطر أهل البيت، مافيا التسليم والتسلم بالوزارة، الباب الملكي لتسلل القرب غير المطابقة، والفلاتر المغشوشة واللبن الفاسد والأمصال منتهية الصلاحية، يكفي أنها تتعامل مع ٢٥ ألف مورد بدون مواصفات توريد.
في قضية قرب الدم الأخيرة اتصل الوزير الجبلي بالتوحيد القياسي بوزارة الصناعة، للحصول علي مواصفة القرب القياسية فحصل علي خطاب رسمي، نأسف لعدم توافر المواصفات، صحيح بلد بلا مواصفات.
الوزير يشكو من المافيا، إذا كان الوزير يشكو، إذن ماذا تفعل الرقابة الإدارية، والنيابة الإدارية والشؤون القانونية ولجان البت والمناقصات والمزايدات واللجان الفنية، وماذا تفعل الأجهزة الأمنية المنوط بها الرقابة في وزارة الصحة ؟
كيف يصل الفساد إلي الطلب من الوزير نقل موظفة تقف في وجه المافيا، أي جبروت ونفوذ هذا الذي يمكّن مورداً، كبر أو صغر، من محاولة فرض رغباته علي وزير منعه حياؤه من أن يطرده، ليس خارج مكتبه، ولكن خارج الوزارة برمتها.
الحقيقة أن وزارة الصحة تحتاج لنفضة إدارية وقانونية وعملية تطهير من فوق لتحت، فوزارات الغلابة تحتاج لمن يعطيهم الأمان، ويطبق المواصفات، ويتسلم القرب علي الكُسترة، بالمواصفات إن شاء الله نستوردها هي الأخري، وقفت علي المواصفات، ما هو كله مستورد.«غدا تعقيب من وزير الصحة علي فصل الخطاب»

لماذا المادة 77؟

جمال بدوي
الوفد

يري بعض المعلقين أن الحوار الصاخب حول المادة »77« هو نوع من »المزايدة« على ما هو متاح في التعديلات الدستورية المرتقبة.. والاتهام بالمزايدة سلاح عتيق يشهر دائما في وجه دعاة الاصلاح حتي يكفوا عن الكلام، ويلزموا الصمت إيثارا للسلامة، ونأيا بأنفسهم عن الوقوع في المحظور »!!« ** وإذا كان البعض يري في كثرة الكلام عن المادة »77« نوعا من المزايدة، فهي مزايدة صحية ومفيدة،
لأنها تزايد علي مزيد من المكاسب لهذه الأمة التي شقيت طويلا من جراء الاستئثار بالسلطة منذ يوليو ،1952 وحصرها في قيادات من طبيعة واحدة، ومصادرة حق الشعب في اختيار دماء جديدة تتلاءم مع التغيرات التي طرأت علي مصر والعالم خلال نصف قرن.
** نحن الآن واقفون في محطة التعديلات الدستورية للنظر في الصيغة الدستورية الحاكمة، ووضع القواعد التي تحدد شكل الحكم في المستقبل المنظور ثم نفاجأ ببقاء المادة »77« خارج إطار التعديلات حتي تبقي كالصخرة الصماء التي تحول دون تدفق مياه جديدة تعيد الحيوية والنشاط إلي الحياة السياسية المصرية.
** لماذا طلب الرئيس مبارك تعديل المادة »76« وتمسك بالمادة »77« مع أنهما متلازمتان. وترتبط كل منهما بالأخري. فالأولي كانت تضمن التجديد لرئيس الجمهورية في منصبه عن طريق الاستفتاء. والثانية تضمن له نفس البقاء الابدي عن طريق التجديد المطلق وبعد طول تجربة، وتحت ضغط دعاوي الاصلاح السياسي: اكتشف الرئيس مبارك أن »الاستفتاء« إجراء شكلي معدوم القيمة والفعالية، وأنه مجرد حلية مزيفة لم تفلح في خداع 99% من المصريين الذين دأبوا علي مقاطعة هذه الاستفتاءات. وكان تعديل المادة »76« يقتضي تلقائيا تعديل المادة التالية لها والتي تطلق فترات الرئاسة بدون حد أقصي وفقا لتعديل ،1980 ولكن الرئيس لم يطرحها للتعديلات، وفكرته في ذلك أنه لايجوز أن نمنع الرئيس القائم من البقاء في منصبه إلي الابد، ونحرم البلاد من خبرته، كذلك فان من حق الشعب أن يختار من يشاء ويرفض من يشاء، عند الانتخابات الرئاسية.
** هذا كلام سليم من الناحية النظرية.. ولكنه أبعد مايكون عن الواقع من الناحية العملية، فكانت انتخابات الرئاسة في سبتمبر 2005 صورة هزلية من هذا الواقع.. فهل المطلوب استمرار هذه الصورة وتكرارها في كل انتخابات رئاسية قادمة؟ ومتي تستطيع الحياة السياسية المصرية أن تقدم منافسين علي قدم المساواة مع رئيس قائم ومن خلفه دولة وحكومة وهيلمان ليس له حدود »!!«
** كيف تنضج الحياة الحزبية وتفرز قيادات صالحة للرئاسة إذا ظل كامنا في الوعي العام أن منصب الرئاسة محصن ومدجج وغير قابل لتبديل الجالس عليه..؟ أظن أن من واجب الذين يتكلمون عن المزايدة أن يكفوا عن التلاعب بالكلمات. ولا داعي للف والدوران وإلقاء التبعة علي الشعب وتحمله مسئولية الاختيار.. لأن الاختيار الحر يعني تحطيم القيود والأغلال حتي يصبح الشعب قادرا علي السباحة في الماء النقي.

الثلاثاء، يناير 09، 2007

الاغتيال..باسم الدين


عباس الطرابيلى
الوفد

كأن الأستاذ هيكل كان يؤرخ لبدايات الإرهاب السياسي ـ الديني في المنطقة.. وكان ذلك منذ أكثر من نصف قرن، في كتابه الذي نعيد قراءة بعض صفحاته هذه الأيام بمناسبة ما يجري في لبنان، واستخدام المظاهرات أسلوباً للضغط السياسي والشعبي. حقيقة كانت مصر قد عرفت الاغتيال السياسي بمقتل أمين عثمان باشا عام ،1946 ثم مقتل محمود فهمي النقراشي في ديسمبر 1948.. وقبلهما مقتل أحمد باشا ماهر علي 1945..
كما تم قتل حسني الزعيم في دمشق، إلا أن اغتيال الجنرال علي رزم أراه في طهران في مارس 1951 فتح العيون علي القتل باسم الدين أو تحت تأثير زعامات دينية أصبحت لها الكلمة الأولي في الشرق الأوسط.
وإذا كنا نقول إن جمعية فدائيان إسلام هي جمعية إرهابية، إلا أن صلتها الأساسية بدأت من رجال الدين الشيعة.. فقد نشأت في مدينة النجف الأشرف، وهي المركز الشيعي الكبير ليس لإيران وحدها.. ولكن لكل الشيعة في العالم.. وإذا كان صاحب فكرتها هو نواب صفاوي الذي كان اسمه يهز إيران والعالم.. إلا أنها خرجت من رحم الزعيم الديني الشيعي آية الله أبو القاسم كاشاني.
** وكانت أولي جرائم فدائيان إسلام هى اغتيال الصحفي الشهيد كسروي، وكانت تهمته أنه كتب مقالاً في صحيفة إيرانية واعتبر نواب صفاوي المقال يحمل طعناً في الدين الإسلامي، وكان أن دفع حياته ثمناً لما كتب.. وهنا يبرز دور كاشاني.. فقد بارك عملية الاغتيال هذه.. فقد كانت الجمعية تستمد الوحي منه وتنتظر الإرشاد.
وحمل نواب صفوي الصحيفة التي نشرت المقال إلي أحد المجتهدين من أئمة الشيعة، وسأله رأيه فيمن يكتب هذا الكلام.. وقال الإمام المجتهد: كافر.. ويحل قتله.. وكانت هذه الفتوي هي بداية جمعية فدائيان إسلام.
ودون أن ندخل في تفاصيل محاولة اغتيال كسروي ـ كما رواها الأستاذ هيكل ـ يهمنا أن نذكر دور المظاهرات السياسية الإسلامية في العملية كلها.. حقيقة أصيب كسروي في المحاولة الأولي.. ولكنها نجحت في المحاولة الثانية، وداخل قاعة المحكمة، وراح الرجل وفي جسده 12 رصاصة، وراح معه حارسه.
ومرة أخري أعلن كاشاني مباركة قتل كسروي!!
** وفي محاولة للسيطرة علي الأمن ألقت السلطات الإيرانية القبض علي نواب صفاوي وبعض أعوانه.. ووجهت إليهم تهمة قتل كسروي.. ولم تجد العدالة شاهداً واحداً.. إلي أن جاء يوم النطق بالحكم ودخل القضاة قاعة المحكمة فوجدوا زينات غريبة علي مدخل الدار.. وعندما سألوا قيل لهم إنها احتفال بتبرئة نواب صفاوي وزملائه.. ورد القضاة: ولكننا لم نصدر الحكم بعد!! وقيل لهم: إن فدائيان إسلام أعلنت ثقتها في عدالتكم!! وعرف القضاة أن هذه الزينات ممتدة من دار المحكمة إلي بيت آية الله كاشاني.. الذي دعا المتهمين إلي الغداء في بيته احتفالاً ببراءتهم.. ويقول الأستاذ هيكل في كتابه »إيران فوق البركان« الصادر في مايو 1951: »هكذا كأن الأمر قد فرغ منه وانتهي.. وكأن كاشاني هو الذي سيصدر الحكم.. وشاهد القضاة علي باب قاعة المحكمة عدداً من الخراف، وقيل لهم إن كاشاني أمر بأن تذبح ضحية تحت أقدام صفاوي وزملائه بعد خروجهم قبل الظهر من المحكمة!!
** ولم يجد القضاة مفراً ولا مخرجاً.. فنزلوا عند حسن ظن كاشاني وكان حكمهم بالبراءة.
ورغم أن الدولة لم تجد حلاً إلا نفي كاشاني، فإن الرجل ازداد قوة وسحراً..
واختار كاشاني لبنان منفي(!!) ودفع وزير البلاط الإيراني حياته ثمناً لقرار النفي قبل أن يصل كاشاني إلي بيروت!! ووقف القاتل يعلن: اسمي حسين إمامي. وقد قتلت »هجير« وهذا اسم الوزير بأمر من فدائيان إسلام.. وهو نفس ما حدث عندما وقف خليل ههمسي ـ قاتل الجنرال رزم أراه ـ بعد ذلك ليعلن نفس الاعتراف.
** وتصاعدت عمليات الاغتيال السياسي.. وكانت الأداة هي الجمعيات السرية التي انتسبت زوراً إلي الإسلام..
وما أشبه الليلة بالبارحة بين طهران.. والقاهرة.. وبيروت!!

عودة الى المادة 77


جمال بدوي
الوفد
لم أفهم مغزي التصريح الذي أدلي به الرئيس مبارك أمس إلي الزميل عبدالله حسن رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط حول المادة »77« الخاصة بفترات رئاسة الجمهورية، وإمكانية إدراجها ضمن قائمة التعديلات الدستورية المرتقبة، ولم أتبين إذا كان الرئيس مبارك في جانب المطالبين بالتحديد، أم في صف الراغبين في إبقاء المادة كما هي، وإطلاق مدد الرئيس بدون تحديد »!!«
** لقد قال الرئيس إن تحديد مدة الرئاسة حق أصيل للشعب الذي يختار رئيسه بحرية كاملة، ويجب ألا يتم الحجر علي هذا الحق. وتوحي هذه العبارة بأن الرئيس يؤيد فكرة تحديد المدد وعدم الحجر علي هذا الحق. غير أن الشق الثاني من التصريح يكشف عن رغبة الرئيس في إطلاق مدد الرئاسة حتي لا يشغل هذا المنصب الرفيع إلا من تتوافر فيه شروط ومواصفات لابد لمن يحملها أن يكون علي مستوي المسئولية نفسها.
** ومما يعزز اتجاه الرئيس نحو عدم التجديد قوله إن الكثير من دساتير الدول الكبري تترك فترة استمرار الرئيس في الحكم للشعب الذي يقول كلمته في هذه القضية المصيرية ويمارس حقه في اختيار رئيسه. ولعل الرئيس يقصد بذلك فرنسا التي أطلقت في عهد شيراك تجديد رئاسة بدون حد أقصي، وبالطبع لايقصد الرئيس الولايات المتحدة الامريكية التي تجعل الحد الأقصي للرئاسة أربع سنوات تتجدد لمرة واحدة. فأتاحت تبادل السلطة بين الحزبين الكبيرين رغم وجود التعدد الحزبي.
** فكيف تستقيم الرغبة في إطلاق فترات الرئاسة دون حد أقصي.. مع قول الرئيس إن التحديد حق أصيل للشعب؟ وكيف للشعب أن يمارس هذا الحق إذا وجد نفسه أمام قائمة من المرشحين يتصدرهم الرئيس القائم. ونحن نعرف جيدا الظروف الادارية التي تتميز بها مصر دون غيرها من الدول المتحضرة، وهي ظروف لاتسمح مطلقا لأي مرشح أن ينافس الرئيس القائم، مهما كانت مواصفات المرشحين وحصولهم علي الشروط والمواصفات المطلوبة، أما المقارنة بين انتخابات مصر وانتخابات فرنسا فهي مقارنة ظالمة وبعيدة عن الواقع بعد المشرق عن المغرب.
** مازلت واقفا عند حافة الأمل في تعديل المادة »77« وضمها إلي قائمة التعديلات المطلوبة حتي لانغلق الباب أمام الشعب للحصول علي حقه الأصيل في اختيار رئيسه دون حجر، ودون وصاية، ودون إجراءات تفرغ المادة من مضمونها.. إن القوي الفعالة في المجتمع المصري تنظر إلي منصب الرئاسة علي أنه الميزان الذي سيحدد اتجاه الريح نحو مزيد من الحرية والديمقراطية، ووضع القاعدة الاساسية لنظام جمهوري حقيقي يسمح بتغيير الرؤساء ولايجعل منهم فراعنة من صنع أيدينا »!!

انى ارى حزبا عاريا

بقلم حمدى رزق
المصرى اليوم
٩/١/٢٠٠٧
انى ارى احزبا عاري ولو استحم أعضاء وقيادات الحزب الوطني، قيادة قيادة وعضوا عضوا، في مياه النيل فجرا وصلوا الفجر حاضرا، لما تطهروا من فضيحة الدم الملوث الذي لطخ وجوههم بها نائب الوايلي «هاني سرور»، ولو كنت مكان الأمين العام «صفوت الشريف»، لسبقت النيابة إلي الطلب برفع حصانته البرلمانية اتساقاً مع شعارات الطهارة المرفوعة في مقار الحزب منذ الانتخابات البرلمانية الماضية.
لن يخسر الأمين العام كثيراً بالتخلص من النائب كلية، فحتي لو برأته التحقيقات ـ هو ـ مدان في نظر الشارع، وأقلها يجمد عضويته الحزبية حتي يتحدد موقفه في التحقيقات، فإن أحسن فلها، وإن أساء فعليه أن يتحملها بعيداً عن الحزب.
«اللي تبنيه النملة في سنين ياخده الجمل في خفه في ثواني».. وما بناه الحزب في سنة من الاتصال الجماهيري ومحاولات اكتساب شعبية شارعية، بغسيل وجوه أعضائه وبضم مؤهلين ومؤهلات من حسني السير والسلوك، فضلاً عن الخروج في القوافل الطبية، وتوصيل المعونات الغذائية ودفع المصروفات المدرسية، قاطعا الطريق علي الإخوان.. أخذه «هاني سرور» في خفه بفضيحته التي لوثت سمعة الحزب، وسيدفع ثمنها غالياً.. أعادت تأكيد اقتران الحزب بالفساد.
«هاني سرور» ليس عضوا عادياً ولكنه نائب عن الشعب باسم الحزب الوطني، وسمعته من سمعة الحزب الذي يمثله، وليس هناك حزب يخشي علي سمعته، يظل صامتاً علي تلك الجريمة التي يشيب من هولها الولدان، دون بيان استنكار واستنكاف يلجم به الشائعات، ويمنع تكاثرها كالفطريات علي شواطئ الحزب..
ليس تجنيا علي الحزب ما نقول، ولكننا إزاء منافسين يدعون العفاف، ومن دعايتهم يلقبون بالأيدي المتوضئة، لا يستقيم أن يقترن اسم الحزب الحاكم بتلك النوعية من النواب الذين لا يراعون الله في صحة هذا الشعب.
ليس متصوراً أن كل جريمة تتفجر يخرج من ورائها عضو في الحزب وكأنه ـ الحزب ـ تحول لمخزن للفساد، ولا يؤوي غير الفاسدين المفسدين، يبدو أن مفعول عضوية الحزب في تسليك المصالح يجعل الفاسدين يلتمون من حوله، ويركنون تحت جناحه نسبة ليست هينة من عضوية الحزب الوطني التي بلغت مليونين ومائتي ألف.. ليس حباً في الحزب ولكن لهم فيها منافع أخري.
بح صوتي وغيري في مناشدة الأمين العام تطهير الحزب من القطط السمان التي تنعم بدفء السلطة، والانتهازية السياسية التي تطلع فوق أكتاف الحزب لتحكمنا باسمه، إنهم بالحزب يا سيادة الأمين العام يستقوون، ويفسدون، ومحدش قادر عليهم.
يا سيادة الأمين.. استمرار عضوية «هاني سرور» في الحزب لا يجب السكوت عليها ومحاولة منع رفع الحصانة عنه برلمانيا من جانب بعض المتنطعين حزبياً، ستكون سقطة أخشي علي الحزب منها لأنها ستسقطه من حالق، كيف يؤوي الحزب من يلوث دماء الناخبين؟! القصاص الحزبي ممن لوث الدماء ضرورة.
التلكؤ بأن النائب هاني لا يزال متهماً، وأن المتهم بريء حتي تثبت إدانته، وإذا ثبتت في حقه سنفصله من الحزب، صدقني سيكون قراراً متأخراً، ولن يقدم ولن يؤخر، فما يقدم ويؤخر في سمعة الأحزاب قانونها الداخلي الذي يبتر الفاسدين، ويطهر الصفوف من المفسدين أصحاب الدماء الملوثة، وتصور كيف ستنقلب الآية بدلاً من حزب يتستر علي الفساد إلي حزب يغتسل من الفساد ويطهر صفوفه من الفسدة والمفسدين!
الحزب في مسيرته الإصلاحية لابد أن يصلح من حاله الداخلي ويبتعد عن نواب الشبهات، ويقدم وجوها نظيفة ورعة تعرف حدود الله، ولا تتاجر في الفساد.. بئس البضاعة! الفضيحة لحقت بثيابكم.. وثيابك فطهر

السبت، يناير 06، 2007

من يستحق الاعدام؟

مصطفى بكرى
مصطفى بكرى
الاسبوع


من تكريت جاء صدام حسين، طفلا يتيما، فقيرا، لكنه كان يمتلك إيمانا بلا حدود، كان
عروبيا يؤمن بالوحدة، وكان يدرك أن قضيتنا المركزية هي في فلسطين، وأن السلام مع العدو هو مجرد أوهام لن تتحقق، وأنه ليس أمام الأمة من خيار، فالحرب هي حرب علي الوجود وليست أبدا حربا علي الحدود..صدام يمضي مرفوع الرأس، إنه شموخ العربي.. كأنني أري مشهد عمر المختار من جديد، كان يطلق صيحته: عاشت الأمة، عاش الشعب، عاشت فلسطين عربية، حاول القتلة أن يرهبوه، لكنه قال لهم بسخرية وتهكم 'هي دي المرجلة'.. كان يعرف انهم ليسوا رجالا بل كلاب ضالة وذئاب متعطشة إلي دماء الشرفاء.. انهم مجرد خدم في بلاط الأمريكان والصهاينة والفرس المجوس..منذ قليل كان صدام قد توضأ، قرأ آيات من القرآن الكريم وصلي لله صلاة أخيرة، واقسم أن يبقي حتي النفس الأخير مخلصا لمبادئه ولعروبته ولعقيدته..قبيل أن يأتوا به إلي المقصلة اعتدي عليه الجبناء، ضربوه وهو مكبل بالاغلال، لقد أرادوا أن يحصلوا منه علي ما فشلوا فيه طيلة فترة سجنه، لكن صدام لم يهتز، حاولوا اغراءه في اللحظات الأخيرة قالوا إن بامكانهم إلغاء حكم الإعدام إذا استجاب لكنه سخر منهم واستعجل التنفيذ..يبدو أن هؤلاء نسوا في غمرة الأزمة من هو صدام حسين، نسوا أن صدام وهو شاب صغير نزل إلي الميدان واطلق الرصاص علي عبدالكريم قاسم المجرم الذي كان يسلخ العراقيين في الشوارع، نسوا أن صدام واجه الويلات لكنه أبدا لم يركع، بل تحرك ليقود الدبابة الأولي في انقلاب 17 يوليو 1968 .. انهم يتجاهلون كيف صمد في مواجهة الحصار لأكثر من 13 عاما ، وكيف تحدي صواريخ وطائرات الأمريكان وخرج إلي الناس في الشارع قبل احتلال بغداد..صدام أبدا لم يكن جبانا، لو كان جبانا لهرب من العراق أو استجاب لعرض كونداليزا رايس الذي ابلغته للروس بتأمين خروج صدام من العراق، لقد رفض وقرر أن يقاتل أعداء العراق حتي النفس الأخير..كانت القاذفات تحاصره من كل اتجاه، وحتي أولاده وأسرته ظلوا معه حتي اللحظة الأخيرة، لم يهرب قصي ولم يهرب عدي ولم يهرب حفيده مصطفي بل قاوموا مقاومة اسطورية وقتلوا أكثر من 21 أمريكيا قبل أن يستشهدوا علي يد الجيش الجرار الذي حاصرهم برا وجوا.ويوم ان علم صدام باستشهاد ولديه وحفيده الغالي إلي قلبه انزوي جانبا واذرف الدموع، لكنه لم ينهر، لم ينكسر، لم يكفر بثوابته التي عاش لأجلها عقودا طويلة من الزمن..كان صدام مفكرا قوميا، كان يحرج الكثيرين بثقافته ووعيه المتقدم، وثقته بمستقبل أمته، كان يعرف أن لإيران مطامعها، وأن هناك علامات استفهام كثيرة علي حكم الملالي في طهران، كان يعرف أن الظاهرة الصهيونية كالسرطان الذي لن يتوقف إلا بابتلاع الأمة وكان يدرك مطامع أمريكا والغرب في نفط العرب وثرواتهم.بعد الغزو وقبله اشتعلت الحروب الاعلامية، أكاذيب مفضوحة، وجوه تبدو عربية الملامح، لكن القلوب والعقول تصب هناك لخدمة المخطط الأمريكي الصهيوني، إنهم عبدة الدولار وخونة الأمة..سخروا الاعلام ووظفوا العقول، واطلقوا المصطلحات، واستهانوا بالأمة وتاريخها، حملونا المسئولية عن كل الحروب، تناسوا أننا كنا ندافع عن أوطان سرقت وأراض اغتصبت، اساءوا للقومية، ووجهوا الاهانات للعقيدة، وشككوا الأجيال الجديدة في التاريخ.يا سيدي الرئيس..لقد أعدموك صبيحة عيد الأضحي، انها رسالة لك ولنا، انهم يقولون انتم تضحون بالخراف ونحن اخترنا ذلك اليوم خصيصا لنضحي بصدام حسين، يقولون اننا نتعمد إهانتكم والإساءة إلي عقيدتكم. لقد اثبتت الأيام يا سيدي الرئيس انك أقوي من كل هؤلاء وانك الأصدق، فبوش الأب كاذب، وبوش الابن مضلل، هكذا حكم الشعب الأمريكي علي هذه الحملة التترية التي لم تكن تستهدف أمن المنطقة، كما كانوا يروجون، بل كانت تستهدف بالاساس أمن العدو الصهيوني وتأمين المصالح النفطية الأمريكية في بلداننا المكلومة..نعم يا سيدي.. لقد أرادوا تفتيت العراق.. اتفقوا في ذلك مع الفرس المجوس.. هؤلاء الذين خدعوا الكثيرين بشعاراتهم الدينية، فإذا بهم ذئاب تتعطش للدماء.. تذبح السنة العرب بلا رحمة، تعذب وتقطع الرءوس بطريقة وحشية لم يعهد لها التاريخ مثيلا، دفعوا بأربعة ملايين إيراني ليحصلوا علي الجنسية العراقية، ليقتلوا ويسرقوا ويقوموا بحملات تطهير طائفية وعرقية في كل انحاء العراق..كنت انت يا أيها القائد المغوار تتصدي وتدافع عن حدودنا الشرقية، الآن أصبحت إيران مطلقة اليد لتعبث في الخليج، وتذكي الفتن الطائفية وتقدم نفسها وكأنها المسئولة عن العرب الشيعة في منطقتنا العربية، مستخدمة في ذلك كل الامكانات من المال إلي الإرهاب..الآن قرروا اغتيالك يا سيدي، لا يهم القانون، ولا تهم الشرعية أو المشروعية، ليس مهما انك رئيس دولة وتمتلك حصانة، ليس مهما أن تقارن موقفك في مواجهة من حاولوا اغتيالك بالدجيل بموقف بوش وانتقامه من افغانستان ودول أخري بسبب احداث 11 سبتمبر المهم ان تقتل وبيد الأمريكان والصهاينة والفرس المجوس.... هل تعرف لماذا؟!لأنك يا سيدي رفضت الصلح مع الصهاينة.. لانك يا سيدي اعددت جيش القدس.. لانك يا سيدي اطلقت 39 صاروخا في قلب العدو الصهيوني، لانك يا سيدي قررت وانت المحاصر 25 ألف دولار لأسرة كل شهيد فلسطيني.ولانك ايضا حاكم وطني، ترفض الهيمنة وتتمسك بشعارات العروبة والقومية، لانك قررت مواجهة المنحرفين، وسعيت إلي ترسيخ القيم الدينية والعقائدية في كل مؤسسات الدولة، لانك احدثت تزاوجا رائعا بين العروبة والاسلام.لقد رفضت أن ترتهن النفط لسادة العالم الجديد، وسعيت إلي العلم وتخريج العلماء، لانك امتلكت افضل نظام صحي وتعليمي في المنطقة، لانك قضيت علي الأمية كاملة، لانك رفعت مستوي دخل العراقيين، لانك بنيت العراق الحديث، لانك كنت تأمل في تحويل العراق إلي دولة عظمي، ولانك دوما كنت تصدع رءوسهم بالدعوة إلي الوحدة والتوحد..قتلوك يا سيدي لأنهم يخافون منك، يخافون أن تفضح أسرارهم في محاكمات لم تحن بعد، يخافون أن تقول الكثير الذي يحرج بوش الأب ويحرج قادة امريكيين ويكشف الحقيقة عن مطامع الفرس وعن ادوار عربية مشبوهة ساعدت الأعداء في بعثرة الأمة وتهديد الأمن القومي العربي..لقد ساقوا ضدك اتهامات كثيرة، قالوا انك ديكتاتور، ولكن فليقولوا لنا من هو الديمقراطي الحقيقي في هذا العالم.. هل هم الأمريكان؟ هل هو جورج بوش القاتل، المعادي للشرعية والقانون، أم هو توني بلير الذي رفض الاستجابة لمطالب شعبه أم هم حكام المنطقة الذين يمارسون القمع ضد شعوبهم بجسارة يحسدون عليها؟.هل يعرف الناس ان عدد قتلي الديمقراطية في العراق وصل مليونا و112 ألف مدني بريء، وهل يدرك البشر ان عدد الجرحي تجاوز ال 2 مليون وان عدد المهجرين وصل إلي 7 ملايين عراقي؟. أتراهم عن أي ديمقراطية يتحدثون، ان الشعب العراقي يتحسر ألما علي زمن صدام حسين، زمن العزة والكرامة والإيمان..هؤلاء الذين يحكمون الآن هم أحذية في أقدام الصهاينة والأمريكان، أغلبهم فرس مجوس، ليسوا عراقيين وليسوا عربا، بل رجال استخبارات إيرانية اسماؤهم الحقيقية فارسية، وهوية الكثيرين منهم لم تكتسب إلا بعد اسقاط نظام الرئيس صدام حسين.يا أبا عدي:انك تعيش في عقولنا، تسكن ذاكرتنا، لأننا نعرف من انت، وعن أي قضية كنت تدافع، يكفيك انك عشت بطلا واستشهدت رجلا، وضربت المثل في الشجاعة والصمود..قل لي من هم اعداؤك.. اعرف من انت، واعداؤك يا سيدي هم اعداؤنا، هم الخونة واسيادهم في كل مكان، ولذلك نحن منك وانت منا.بالأمس كتبت 'الديلي تلجراف' البريطانية تقول: إن حكم الاعدام منح صدام تاج الشهداء وأن موتك جاء بطريقة مشرفة وبشجاعة نادرة علي ايدي مجموعة من السفاحين وقطاع الطرق المقنعين، وهذه هي شهادة لك، لانك لم تخن ولم تسرق، ولم يكتشفوا لك حسابا أو مالا خارج أرض العراق كما كانوا يروجون..يا سيدي الرئيس.. نم قرير العين.. فاللعنة ستحل عليهم في كل مكان.. سيثأر لك الشرفاء يا أبا عدي..سيواجهون التتار الجدد ويستحقونهم سيمزقونهم اشلاء ويجعلون من أرض العراق مقبرة للاعداء..إن استشهادك سيكون بعثا جديدا للأمة لتنهض من جديد، وسيمثل دفعة جديدة للمقاومة، وسيفضح العملاء في كل مكان، وسيخلق منا جيلا جديدا عليه أن يدرك من هم اعداؤه الحقيقيون!!وبقي ان أقول لك يا سيادة الرئيس كما قال الشاعر.. لا تأسفن علي غدر الزمان فلطالما.. رقصت علي جثث الأسود كلاب.. لا تحسبن برقصها تعلو علي اسيادها.. تبقي الأسود أسودا والكلاب كلاب .
رحم الله شهيد الأمة صدام حسين والخزي والعار للقتلة والخونة والمتواطئين.