الثلاثاء، يناير 09، 2007

انى ارى حزبا عاريا

بقلم حمدى رزق
المصرى اليوم
٩/١/٢٠٠٧
انى ارى احزبا عاري ولو استحم أعضاء وقيادات الحزب الوطني، قيادة قيادة وعضوا عضوا، في مياه النيل فجرا وصلوا الفجر حاضرا، لما تطهروا من فضيحة الدم الملوث الذي لطخ وجوههم بها نائب الوايلي «هاني سرور»، ولو كنت مكان الأمين العام «صفوت الشريف»، لسبقت النيابة إلي الطلب برفع حصانته البرلمانية اتساقاً مع شعارات الطهارة المرفوعة في مقار الحزب منذ الانتخابات البرلمانية الماضية.
لن يخسر الأمين العام كثيراً بالتخلص من النائب كلية، فحتي لو برأته التحقيقات ـ هو ـ مدان في نظر الشارع، وأقلها يجمد عضويته الحزبية حتي يتحدد موقفه في التحقيقات، فإن أحسن فلها، وإن أساء فعليه أن يتحملها بعيداً عن الحزب.
«اللي تبنيه النملة في سنين ياخده الجمل في خفه في ثواني».. وما بناه الحزب في سنة من الاتصال الجماهيري ومحاولات اكتساب شعبية شارعية، بغسيل وجوه أعضائه وبضم مؤهلين ومؤهلات من حسني السير والسلوك، فضلاً عن الخروج في القوافل الطبية، وتوصيل المعونات الغذائية ودفع المصروفات المدرسية، قاطعا الطريق علي الإخوان.. أخذه «هاني سرور» في خفه بفضيحته التي لوثت سمعة الحزب، وسيدفع ثمنها غالياً.. أعادت تأكيد اقتران الحزب بالفساد.
«هاني سرور» ليس عضوا عادياً ولكنه نائب عن الشعب باسم الحزب الوطني، وسمعته من سمعة الحزب الذي يمثله، وليس هناك حزب يخشي علي سمعته، يظل صامتاً علي تلك الجريمة التي يشيب من هولها الولدان، دون بيان استنكار واستنكاف يلجم به الشائعات، ويمنع تكاثرها كالفطريات علي شواطئ الحزب..
ليس تجنيا علي الحزب ما نقول، ولكننا إزاء منافسين يدعون العفاف، ومن دعايتهم يلقبون بالأيدي المتوضئة، لا يستقيم أن يقترن اسم الحزب الحاكم بتلك النوعية من النواب الذين لا يراعون الله في صحة هذا الشعب.
ليس متصوراً أن كل جريمة تتفجر يخرج من ورائها عضو في الحزب وكأنه ـ الحزب ـ تحول لمخزن للفساد، ولا يؤوي غير الفاسدين المفسدين، يبدو أن مفعول عضوية الحزب في تسليك المصالح يجعل الفاسدين يلتمون من حوله، ويركنون تحت جناحه نسبة ليست هينة من عضوية الحزب الوطني التي بلغت مليونين ومائتي ألف.. ليس حباً في الحزب ولكن لهم فيها منافع أخري.
بح صوتي وغيري في مناشدة الأمين العام تطهير الحزب من القطط السمان التي تنعم بدفء السلطة، والانتهازية السياسية التي تطلع فوق أكتاف الحزب لتحكمنا باسمه، إنهم بالحزب يا سيادة الأمين العام يستقوون، ويفسدون، ومحدش قادر عليهم.
يا سيادة الأمين.. استمرار عضوية «هاني سرور» في الحزب لا يجب السكوت عليها ومحاولة منع رفع الحصانة عنه برلمانيا من جانب بعض المتنطعين حزبياً، ستكون سقطة أخشي علي الحزب منها لأنها ستسقطه من حالق، كيف يؤوي الحزب من يلوث دماء الناخبين؟! القصاص الحزبي ممن لوث الدماء ضرورة.
التلكؤ بأن النائب هاني لا يزال متهماً، وأن المتهم بريء حتي تثبت إدانته، وإذا ثبتت في حقه سنفصله من الحزب، صدقني سيكون قراراً متأخراً، ولن يقدم ولن يؤخر، فما يقدم ويؤخر في سمعة الأحزاب قانونها الداخلي الذي يبتر الفاسدين، ويطهر الصفوف من المفسدين أصحاب الدماء الملوثة، وتصور كيف ستنقلب الآية بدلاً من حزب يتستر علي الفساد إلي حزب يغتسل من الفساد ويطهر صفوفه من الفسدة والمفسدين!
الحزب في مسيرته الإصلاحية لابد أن يصلح من حاله الداخلي ويبتعد عن نواب الشبهات، ويقدم وجوها نظيفة ورعة تعرف حدود الله، ولا تتاجر في الفساد.. بئس البضاعة! الفضيحة لحقت بثيابكم.. وثيابك فطهر

ليست هناك تعليقات: