الأربعاء، سبتمبر 05، 2007

اباحة "السياحة الجنسية النظيفة" بالزواج من العجائز الغربيات

الأقصر (مصر) - حجاج سلامة

لم يعد حلم السفر إلى الخليج من أجل العمل والإنتقال إلى حياة إجتماعية أفضل، هو المسيطر على شباب المدن السياحية في الصعيد ولا على أسرهم، فهناك ظاهرة جديدة تجني لهم الأموال الكثيرة، ربما بين يوم وليلة، وهي الزواج من عجوز تخطت الستين أو السبعين، جاءت إلى هذه المناطق لتروى عطشها الجنسي من فحولة الشباب الصعايدة، كما تعتقد بعض هؤلاء العجائز، كما يحدث في مدينتي الأقصر وأسوان في جنوب الصعيد، والغردقة بالبحر الأحمر.

وفي العادة فإن العروس المتصابية تكون من أوساط إجتماعية راقية في بلادها، فمنهم الطيبيات وضابطات الشرطة وسيدات الأعمال والأستاذات في الجامعة، وقد تمكث مع زوجها الشاب ثلاثة أشهر وربما أقل كل صيف، لتعود إليه في العام التالي إذا كان في عمرها بقية.
وبسبب كثرة هذه الحالات وما تدره من أموال فإنها أصبحت ظاهرة إقتصادية يطلق عليها الصعايدة في تلك المدن مسمى "السياحة الجنسية النظيفة". فقد انتشرت حالات زواج الشباب من أجنبيات في المدن السياحية بصعيد مصر – مثل الأقصر والبحر الأحمر وأسوان – بشكل ملحوظ ، وصارت ظاهرة تهدد التركيبة الاجتماعية المتوارثة في تلك المدن، بل وأصبحت سببا في ارتفاع نسبة انتشار العنوسة وتأخر سن الزواج لدى الفتيات فيها.

عودة للأعلى

زوجات في الستين وازواج في العشرينيات

وتعد مدينة الأقصر التاريخية أكبر معقل لهذه الظاهرة، إذ لا يخلو شارع في المدينة من عجوز أجنبية بصحة شاب في العقد الثاني أو الثالث من العمر، وأتى هؤلاء العجائز من دول شتى في العالم تحت تأثير ما كتبه بعض علماء المصريات الأوروبيين عن الأسرة والزواج في مصر القديمة ويقول بعضهن:" إنهن مندهشات من طريقة حياة الأسرة المصرية القديمة، فلا شئ فيها من أفريقيا البدائية.
وتختلف عاداتها عن العادات الشرقية، إذ كانت الأسرة في مصر القديمة تتكون من زوج وزوجة يتمتعان بقسط وافر من الحرية الشخصية والمالية، وكانت الزوجة تقاسم زوجها مسكنة وقبره، وكثيرا ما يضاف اسم الأم إلى اسم الابن فيقال " فلان ابن فلان ولدته ربة الدار فلانة ".
وقد يكون ذلك هو السبب في قبول مثل هؤلاء العجائز اللاتي تتجاوز أعمار بعضهن الستين عاما، الزواج من شباب مدينة الأقصر وما جاورها من مدن وقرى، وقد يكون السبب الآخر هو السعي وراء فحولة هؤلاء الشباب كما يشير أحد الباحثين الإجتماعيين، أملا في العودة إلى أيام الصبا.

عودة للأعلى

الأسر تبارك هذا الزواج كبديل عن السفر للخليج

والطريف أن الكثير من الأسر في صعيد مصر باتت تبارك زواج أبنائها من الأجنبيات، وصار ذلك بديلا مربحا ومضمونا وسهلا عن سفرهم لدول الخليج للعمل والعودة برأس مال مناسب يبدأون به مشاريع خاصة، فالزوجة الأجنبية العجوز في الغالب تكون من فئة الميسورات ماديا ولديها دخل عال في بلادها يأتيها إلى بلد زوجها المصري الشاب بانتظام، حيث تقوم ببناء بيت يعيشان فيه، وأحيانا ما تصل الأمور إلى أن تؤسس له " فندقا" صغيرا يضم عشرات الغرف يستقبل فيه السياح، كما يحدث في قرية "القرنة" غربي الأقصر.
قبول الأسر زواج أبنائها من عجائز أوربيات هو تحول جذري في عادات وتقاليد أهل هذه المناطق الذين كان ينفرون فيما سبق التزاوج مع أناس من خارج العائلة، وكانت ابنة العم في معظم الأحوال هي المفضلة في الاختيار للزواج.
وإذا كان ابن العم لا يرغب في هذه الزيجة، فعليه أن يعلن أنه لا يفكر في الزواج، وانه لن يعارض إذا تزوجت ابنة عمه من آخر، إذ كان الزواج من ابنة العم أو من أرملة الأخ، عادة قديمة من أجل الحفاظ على وحدة العائلة وحماية أراضيها الزراعية، حتى لا يذهب نصيب منها إلى شاب آخر مع العائلة إذا تزوج من إحدى بناتها.
وليس كل زيجات الشباب المصري من أجنبيات – في المدن السياحية بالصعيد – شرا، فهناك زيجات متكافئة، أي هناك تكافؤ بين الطرفين في السن والثقافة، وحدث زواجهما بعد قصة حب جمعت بين الطرفين وهذه الزيجات مستقرة إلى حد ما.

عودة للأعلى

صفقات زواج رابحة تحقق أحلام الثراء

وترجع أسباب زواج الشباب من أجنبيات في مدن الصعيد إلى عوامل متعددة، يأتي في مقدمتها الظروف الاقتصادية وانتشار البطالة بين هؤلاء الشباب الذين يجدون في الزواج صفقة رابحة تحقق لهم العديد من الأحلام التي تراودهم، كأن يحصل على جنسيتها الأوربية ويذهب ليعيش في بلدها ويتاح له العمل هناك، أو يجنى بعض الأموال منها، فيقيم مشروعا يدر له دخلا ويبنى مسكنا راقيا.
وهكذا صار الزواج من أجنبية هو نوع من أنواع السعي للرزق، والقليل من أسباب هذا الزواج ترجع إلى رغبة الشباب في الهروب من ظروفهم الحياتية الصعبة، إذ يعيش الكثير من هؤلاء الشباب بين سندان احتياجاته الفسيولوجية، ومطرقة العادات والتقاليد التي تقف حائلا دون تحقيق الزواج بسهولة، فالشاب بلا عمل أو وظيفة، وعجلة الحياة تدور فيتقدم به السن دون أن يحقق ما يريد.
فبدلا من السقوط في الهاوية والوقوع في الرذيلة – على حد قول البعض - والسقوط فريسة للمجتمع الذي يشجب كل علاقة بين شاب وفتاة، يضطر إلى السعي إلى الزواج من أجنبية ليضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، يشبع رغبته ويحصل على المال، وقد تكون بعض هذه الزيجات للتنفيس عن الرغبة والكبت الجنسي دون النظر للمال.
وكثيرة ومتنوعة هي المشكلات المترتبة على الزواج المختلط – أو ما يسمى بالزواج من أجنبيات - في صعيد مصر، منها الاجتماعية ومنها الاقتصادية والقانونية، فالعلاقة الزوجية بين مصري وفرنسية، أو مصري وأمريكية، أو مصري وإنجليزية، هي علاقة بين هويتين مختلفتين تثير مشاكل قانونية عدة، كثيرا ما تؤدى إلى الاصطدام والنزاع نتيجة اختلاف تربية ودين وتقاليد وعادات كل من الزوجين.
وحسب أحد الباحثات المعنيات بظاهرة الزواج المختلط، فإن عقد الزواج في القانون الوضعي الأوروبي، هو ميثاق ترابط وتعاقد مدني هدفه إنشاء أسرة، وأهم الفوارق بين العقدين الشرعي والوضعي التي تؤدى إلى تصادم واختلاف الزوجين، هو حرص الزوج المصري على قيادة الأسرة طبقا لعادات ومورثات وقوانين بلده، وذلك في الوقت الذي تصرفيه زوجته الأجنبية على أن تكون هذه المسئولية مشتركة بينهما، وما يتبع ذلك إذا كانت الزوجة في سن يسمح لها بالحمل والإنجاب، من عدم إمكانية ضمان تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة إسلامية تحافظ على مقومات هويتهم الوطنية، وتأثر هؤلاء الأبناء بالحياة الغربية، وازدواج ولاء الأبناء لوطن أبيهم وجنسية أمهم.
وقد شهدت مدن صعيد مصر العديد من الصراعات والنزاعات القضائية وغير القضائية بين أزواج مصريين وزوجات أجنبيات، ومن ذلك قيام أحد هؤلاء الأزواج بخطف عدد من السياح الألمان، واحتجازهم بمدينة الأقصر قبل أكثر من عامين بهدف الضغط على الخارجية الألمانية لإعادة أبنائه له بعد أن اختطفتهم زوجته الألمانية، وهذا دليل على تفاقم تلك المشكلات الناتجة عن الزواج المختلط بين مصرين وأجنبيات .
وفي الأقصر يقول البعض أن زواج الأجنبيات من مصريين أصبح نمطا من أنماط السياحة، يطلقون عليه " السياحة الجنسية النظيفة " أي التي تلبي حاجة السائحات الغربيات، وخاصة كبار السن اللاتي يأتين بصفة منتظمة بهدف الزواج وإقامة علاقة مع شاب، دون أن تؤاخذ على ذلك أخلاقيا أو إجتماعيات في تلك الأوساط الصعيدية المعروفة باتجاهاتها المحافظة.
كما أن الشاب يلبي حاجاته الفسيولوجية والاقتصادية من خلال ذلك النوع من السياحة من خلال علاقات شرعية، لا تثير عليه مجتمعه، وفي نفس الوقت يضمن عدم نقل الأمراض الخطيرة إليه، لا سيما بعد ظهور حالات من الاصابة بفيروس "الايدز" ظهرت في الاقصر وبعض المدن السياحية من خلال العلاقات الجنسية مع السائحات.

عودة للأعلى

الزوجات يشجعن أزواجهن على الاقتران بغربيات

والغريب أن بعض الزوجات المصريات لا يغرن من اقتران ازواجهن من زوجة أجنبية عجوز، بل يشجعن أزواجهن على الزواج من أجنبيات لتحسين مستوى معيشتهم، بدلا من أن يبتعدوا عنهن ويسافرون للخارج للعمل وكسب الرزق.
وبالفعل ساهمت ظاهرة الزواج من أجنبيات في تحسين معيشة المئات من الشباب الذين أقاموا مساكن جديدة وامتلكوا المشروعات والسيارات الفارهة. ومن المثير و الغريب أن السائحات الأجنبيات اللاتي يتزوجن من مصريين في المدن السياحية بالصعيد، هن من الشخصيات الاجتماعية المرموقة في بلادهن، مثل الطبيبة وضابطة الشرطة وأستاذة الجامعة وسيدة الأعمال، التي تأتى لتتزوج من شخص قد لا يجيد القراءة والكتابة سو التحدث بالإنجليزية على طريقته الخاصة .
واغلب الزوجات خاصة من هن فوق الستين والسبعين، يعلمن أن أزواجهن المصريين ارتبطوا بهن من اجل المال. ولكن أخطرما في الأمر أن هناك شبابا ارتبطوا بعلاقات حميمة مع رجال من شواذ الغرب وخاصة في مناطق جزيرة البعيرات والعوامية والكرنك في الأقصر .

ليست هناك تعليقات: