الجمعة، ديسمبر 29، 2006

النانو تكنولوجي ...... ثورة تكنولوجية جديدة

أيها الأحبة أسمحوا لي في هذة العجالة أن نستعرض معا وبشكل سريع علما تكنولوجي جديد
لا أحد ينكر أن عصرنا هذا هو عصر التكنولوجيا بمختلف أنواعها وتطبيقاتها
ولكن عندما ننظر إلى المستقبل وما يحدث من تطور وأبتكارات متتالية ندرك أننا لسنا في عصر التكنولوجيا بل إن العصر التكنولوجي لا يزال ينتظرنا بالمستقبل
أعتاد الإنسان أن تقتصر الأدوات والآلات على الامتداد الخارجي لبعض أضاء الجسم و وخاصة اليد ، واليوم يسعى العلم إلى الوصول إلى التكنولوجيا الدقيقة التي يمكن إدخالها إلى داخل الجسم البشري
وهو علم تكنولوجي حيث يعرف باسم / النانو تكنولوجي
أي تكنولوجيا الأشياء الدقيقة والمتناهية بالصغر
والنانو : كلمة من أصل يوناني تعني القزم
وعندنا في البلاد العربية وغيرها يطلقون تسمية ( النونو ) على الطفل الحديث الولادة أو الشيء الصغير من باب المبالغة أحياناً وفي الحقيقة لا أعلم هل النونو موجودة أساسا بالعربية أم من الكلمات المهجنة . وأحمل نبض اليراع وفادي ورفيقة البحر وأصائل العرب وغيرهم مسئولية البحث عنها
المهم هنا أن كلمة النانو في حيثنا تعني مقياس طولي وهو جزءاً من البليون وليس المليون كما يعتقد البعض
وأسمحوا لي هنا أن أنتهز هذة الفرصة لأشيد وأذكر بالعالم العربي المسلم المصري الدكتور / أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل بإحداثه ثورة علمية غير مسبوقة عجز في رصدها كبار الباحثين والعلماء حيت تمكن من مشاهدة ومتابعة سير التفاعل الكيميائي في مركز أبحاثه بأمريكا والواقع على شارع أحمد زويل _ هل كرم أحد العلماء عندنا بمثل هذا ؟ ومن أطلع على سيرة أحمد زويل يعرف لماذا ترك العرب ومصر وأخذ الجنسية الأمريكية وأستقر هناك _ ووضع لها وحدة قياس لسرعة تسمى : الفمتو ( فمتو / ثانية )
وهو أصغر مقاييس السرعة التي عرفتها البشرية وهو يعد بمعنى أخر إن صح التعبير : الوقت الذي يستغرقه الضوء في الثانية لقطع مسافة تقدر بجزء من مائة جزء من الشعرة ......... إن شاء الله إنها وصلت
ويتهم علم النانو تكنولوجي بدراسة الجسيمات الجزيئية والذرية المتناهية الصغر ، وصناعة الآلات والمواد التي تساعد وتيسر على العلماء والتكنولوجيين إعادة ترتيب و تركيب الجزيئات والمواد ذرة بذرة وجزيئاً بجزيء بمنتهى الدقة ، التي تؤلف اللبنات الأساسية التي تدخل في بناء الطبيعة ، لإنتاج مواد وأشياء جديدة تمام لم تكن موجودة بالأساس .
ويعود الاهتمام بهذا العلم إلى العام 1959 م بفضل العالم الفيزيائي / الأمريكي فاينمان الذي بداء بتوجيه الاهتمام إليه ، إلا إن هذا العلم مرتبط ارتباط وثيق باسم العالم / إريك دركسلر الذي أولاه جهد بليغ وهو الذي أطلق عليه أسم : تكنولوجيا النانو أو علم النانو أو جهاز الخلق والإبداع ) . ورغم ما ظهر عن هذا العلم من كتب ومواضيع بالثمانينات إلا إن الإنسانية تعد في بداية عصر تكنولوجيا النانو ، ولا تزال النظريات وطرق البحث فيه خصبة للغاية ، والتي تجتذب الكثير من العلماء والباحثين ورجال الأعمال والصناعة ، بل اهتمام الحكومات نفسها في دول الغرب واليابان وأستراليا _ وعلى سبيل المثال _ تعتبر الآلات النانوية هي حجر الزاوية في تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين لدى الحكومة اليابانية ، حيث تتولى وزارة الصناعة والتجارة تمويل تلك البحوث بسخاء وتعاونت مع الكثير من الشركات والأعمال الخاصة بتطوير هذة التكنولوجيا ذات المردود الاقتصادي الضخم .
وكما يعلم الجميع أن لكل علم جديد مخاوفه و آثاره السلبية منها و الإيجابية ، فقد خصص العالم دركسلر في كتابه الخاص بهذا العلم أجزاء كثيرة منه لعرض المشكلات الاجتماعية التي يحتمل ظهورها أثناء انتشار استخدام هذة التقنية ، كما بلغ من الاهتمام بالجوانب والآثار النفسية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية والبيئية _ وإن كان سابقاً لأوانه موضوع الآثار البيئية الآن _ التي سوف تترتب على تطور وتقدم المنجزات في علم النانو تكنولوجي المختلفة أن دعت جامعة رايس بالولايات المتحدة الأمريكية إلى عقد مؤتمر في أكتوبر الماضي لعام 2002 م عن أيام النانو عولجت فيه كثير من المشكلات الاجتماعية والقانونية والتنظيمية التي قد تظهر على السطح أثناء انتشار استخدام تلك التقنية . وهناك العديد من البحوث والندوات والجلسات العلمية بهذا الخصوص يطول الحديث فيها .
والاهم من هذا وذاك إن ثمة مناقشات جادة في حول إذا ما كان الوقت مناسباً للبحث في إمكانية تطبيق اتفاقية جنيف حول تحريم استخدام الأسلحة غير التقليدية على أنواع الأسلحة التي سوف يعتمد إنتاجها على النانو تكنولوجي .

وعذراً على الإطالة ولكن أحببت أن أقدم لكم مقتطفات عن هذا العلم الجديد الذي يتنافس فيه العلم ونحن هنا نراقب تفاحة نيوتن ونتفنن في تلوين قوانينها من طبعة لأخر .......... الدول تتسابق على هذة التقنية وترصد لها الملايين ونحن نتباهى بالسيارات والبشوت
بل هزلت من أمة إن كان حتى الشماغ رمز العروبة - في نظرنا - يصنع في بريطانيا
خسارة العيش في هذة الأمة ، فهذة العلوم لنا من باب الإطلاع والترفيه
هذا إن لم نفغر أمامها أو ننام على عنوانها
أسف بس من شيء في نفسي
تحياتي لكم

ليست هناك تعليقات: